من هم الأساتذة المجددون ؟

هناك من يدعي أن الأساتذة المغاربة المجددين مجرد لافتة  يحلو للمسؤولين رفعها خلال الملتقيات والمنتديات التربوية ذات الطابع الموسمي بهدف تلميع صورة المغرب أمام الحضور المغربي أو الأجنبي، وإيهامهم بالتالي أن الشأن التربوي المغربي بأياد أمينة. وهنا نتساءل :
- هل هناك فعلا فئة تعرف بالأساتذة المغاربة المجددين ؟
- هل تعمل بشكل جماعي تشاركي أو بشكل انفرادي ؟
- وما هي إسهاماتهم في حقل التربية والتكوين ؟
- كيف يمكن توظيف تلك الطاقات الفكرية والإبداعية التي يتوفرون عليها في تطوير المنظومة التعليمية ؟



   لقد ظهر مصطلح الأستاذ المجدد مع المسابقة الوطنية التي تنظمها كل سنة  وزارة التربية الوطنية السالفة الذكر، والتي انطلقت نسختها الأولى سنة 2005. ويتم خلالها توزيع جوائز تقديرية -عبارة عن حاسوب محمول- على الأساتذة الفائزين والذين نالت إنتاجاتهم الرقمية رضى المشرفين القائمين على هذه المسابقة اعتمادا على مقاييس مسطرة في دفتر تحملات يلتزم بها جميع المشاركين؛ و من بين هذه المعايير جودة المنتوج بيداغوجيا وديداكتيكيا ومعرفيا وتقنيا. وهي مسابقة مفتوحة في وجه جميع الأساتذة المغاربة الممارسين في القسم في كل الأسلاك التعليمية. وتجدر الإشارة إلى أن عدد الجوائز حددت في النسخة الأولى في عشرة جوائز وكان التباري يتم فقط حول صنف واحد هو صنف الموارد الرقمية،  لكن مع تطور النسخ تم رفع سقف الجوائز إلى 18 جائزة وأصبحت تتضمن ثلاثة أصناف هي :
 صنف الموارد الرقمية التربوية.
 صنف السيناريو البيداغوجي.
 صنف المشاريع الجماعية باستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
     ونظرا لكون عدد المشاركين في كل دورة كان يتعدى 200 مشارك في المتوسط ظهرت فئة من الأساتذة أطلق عليها اسم : الأساتذة المغاربة المجددين.
    تهتم هذه الفئة أساسا بتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الفعل التربوي، من خلال إنتاج موارد رقمية تهم مختلف المواد والمسالك الدراسية، معززة ومصحوبة بسيناريوهات بيداغوجية تساعد على الدمج الصحيح لهذه الموارد الرقمية بكيفية تؤدي إلى تحقيق الأهداف التعلمية كما هي مسطرة في البرامج والمقررات التعليمية. "ورغم انخراطهم في العديد من البرامج ...     "إلا أنهم ومع تزايد أعداد المجددين كان إحساسهم بأهمية تجميع الجهود       و مأسسة العمل يتعمق أكثر فأكثر لتنبثق شبكة الأساتذة المجددين المغاربة أواخـر سنـة 2008 كباكورة لتحريـك الحركية، ولتنطلق برؤى وبرامج ما فتئت تتعمق وتتمدد مع توالي السنوات وتراكم التجارب التي تتغذى على القوافل المتتابعة للمجددين."19
    وتسعى شبكة الأساتذة المجددين المغاربة بالأساس إلى توحيد الجهود بين هذه الفئة من الأساتذة والعمل على نشر ثقافة التجديد التربوي بين صفوف المدرسين والمدرسات المغاربة.
    وينتمي إلى هذه الجمعية ذات التوجه التربوي الصرف الأساتذة المغاربة العاملون بالقسم فقط، والذين يؤمنون بأهمية التجديد ودوره الفعال في إنجاح أي إصلاح يعرفه الحقل التربوي بالمغرب. وتهتم  الجمعية بمجالات تربوية متعددة لها علاقة بإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الممارسة الصفية.
ولتحقيق ذلك تقوم بـ :
 "تأطير وإشراك المجتمع المدني في العناية بالإبداع والمبدعين في المجال التربوي.
 المساهمة في خلق ثقافة التجديد التربوي ونقل الممارسة التربوية من حالة إبداعية فردية إلى فعل جماعي تشاركي .
 تقوية شبكة الإنتاج التربوي الرقمي بالداخل والخارج وتأسيس بنك معلومات خاص بذلك.
 الإدماج الصحيح لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنظومة التربوية.ً20
   لقد قامت شبكة الأساتذة المجددين المغاربة بتنفيذ العديد من المشاريع التجديدية منذ نشأتها بالعاصمة الإسماعيلية مكناس سنة 2009 ومن بين هذه المشاريع :
أ - مشروع قافلة التلميذ المبدع : قام بهندسته الأستاذ  المجدد عبد ربه مصطفى،  و يهدف هذا المشروع إلى :
 تطوير القدرات المهارية والإبداعية  للمتعلمين في مجال الرقمنة التربوية.
 تحسيس المتعلمين والمتعلمات بأهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأداة تربوية فعالة بإمكانها مساعدتهم على تحسين  مردودهم الدراسي، وتحصيلهم الدراسي.
 خلق تنافسية بين المتعلمين عن طريق تحفيزهم على الإبداع في المجال الرقمي.
 استثمار وقت فراغ المتعلمين والمتعلمات في مجالات إبداعية مرتبطة بواقعهم الدراسي والشخصي.
ب - مشروع قافلة الأستاذ المجدد : قام بهندسته الأستاذ محمد علي بالحاج ويهدف هذا المشروع إلى نقل خبرات وتجارب الأساتذة المجددين لإخوانهم الأساتذة وأخواتهم الأستاذات في المجالات التالية  :
- توظيف الموارد الرقمية في الممارسة الصفية .
- إنتاج الموارد الرقمية.
- إنجاز سيناريوهات ديداكتيكية مصاحبة لاستعمالات الموارد الرقمـية في الدروس بمختلف المواد والأسلاك التعليمية .
ج - مشروع "SPIG "(موقع تربوي تفاعلي باعتماد المسطحة التعليمية المجانية : GUPPY) قام بهندسته صاحب الكتاب، ويهدف هذا المشروع إلـى :
 تحفيز التلاميذ على الإبداع والابتكار من خلال قيامهم بإنتاجات فكرية ثقافية (دروس + تحقيقات صحفية + انتاجات  أدبية...إلخ ) في مختلف المجالات والعمل على نشرها عبر مواقع تربوية تفاعلية مجانية.
 توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خلق  التواصل الإيجابي بين مختلف الأطراف المشاركة في العملية التعليمية-التعلمية.
 تغطية ونشر مختلف الأنشطة الموازية ونشرها بالموقع قصد التعريف بها داخل محيط المؤسسة وخارجها.
 بناء ثقافة تقاسم الأفكار والتجارب بين مختلف مكونات مجتمع المدرسة وطبعا هذه إحدى سمات  وركائز مدرسة المستقبل.
 تنمية روح العمل الجماعي داخل مجتمع المدرسة في إطار التدبير  التشاركي  للموقع.
 نشر ثقافة التميز مادام أن هناك مسابقة سيتوج فيها فائزون على أساس معيار الجودة من خلال تقديم أفضل موقع تربوي إلكتروني.
 تشجيع استعمال البرامج الحرة لأن عملية بناء وتسكين الموقع ستعتمد على برامج ذات المصادر المفتوحة.
   وفي نهاية المشروع يتم تنظيم مباراة داخل الأكاديميات المحتضنة للمشروع،  وبعد عملية اختيار أحسن ثلاثة مواقع  عن كل نيابة من طرف لجنة نيابية مختصة سيتم إرسال هذه المواقع المختارة إلى المركز الوطني للتجديد والتجريب لاختيار ثلاثة مواقع  من بين المواقع المرشحة للظفر  بإحدى الجوائز الثلاث والتي سيتم مكافأتها من طرف وزارة التربية الوطنية وبعض الشركاء.
د - مشروع التلميذ المخترع قام بهندسته الأستاذ المجدد محمد علي بالحاج   يهدف هذا المشروع إلى :
• الإبداع والتجديد والمساهمة في بناء الاستراتيجية الرقمية الوطنية.
• تنمية الروح الجماعية والقدرات الإبداعية.
• نقل المعارف والقيم المكتسبة بين تلاميذ وتلميذات المؤسسة.    
• إعداد مشاريع جماعية.
• العمل التعاوني المبني على المبادرة والاستقلالية والإنتاجية.
• محاربة الهدر المدرسي.
• تحسين المستوى العلمي للتلميذ.
• تطوير الحس النقدي عند التلميذ.
• مساعدة التلميذ على تحقيق حلمه في مجال الاختراعات.  
• رصد التلميذ المخترع بالمؤسسة.
• مواكبة التطور العلمي في مجال الاختراعات.
كما يهدف هذا المشروع إلى القيام بدور وظيفي في محاربة الإدمان على التدخين والمخدرات.
    هكذا يتضح مما سبق أن شبكة الأساتذة المجددين "تمثل إحدى الدعامات الرئيسية في إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الممارسة الصفية إذ عليها المعول في إبداع وابتكار الموارد الرقمية المختلفة التي تتوقف عليها سيناريوهات إدماج هذه التكنولوجيات. كما تشكل خزانا من الطاقات المعطاءة على مستوى التكوين والتحسيس والإنتاج".21
   غير أن هناك زمرة واسعـة من الأساتذة المجددين لهم فضائل  كبيرة على الحقل التربوي من خلال قيامهم  بأعمال تجديدية شخصية لها أثر بالغ الأهمية على زملائهم الأساتذة وزميلاتهم الأستاذات،