تقرير البنك الدولي يدق ناقوس الخطر

تقرير البنك الدولي يدق ناقوس الخطر
إن المتابع للشأن المغربي يجد نفسه أمام سلسلة من النكسات و السقطات التي تدق ناقوس الخطر و تدعو الغيورين على هذا البلد إلى وقفة جادة و صادقة للخروج بالوطن من هذا المستنقع العفن الذي أدخله إليه أناس أبعد بكثير عن معاني الوطنية والإخلاص و الوفاء ، ولأن الموقف لا يتطلب منا شعارات رنانة و خطب جوفاء، يكون من اللازم والواجب الوقف مع من كانت له اليد الطولة في الوصول بالمغرب إلى حافة الانحدار والتردي ، وقفة محاسبة ومقاضاة تكشف الحقائق ، وقفة مكاشفة أمام الشعب تفتح فيه الملفات التي حاولت بعض الجهات إخفائها والسكوت على ما فيها من الفضائح ؛ كملفات الترشيحات الثلاثة لاحتضان مونديال كرة القدم وما صرفت فيه من أموال كانت كفيلة بتحسين وضعية الكثير من سكان الأطلس الذين يعيشون أوضاعا مأساوية حيث يفتقرون لأبسط مقومات العيش الكريم وكأنهم لا ينتمون لهذا البلد أو أنهم شيء أخر غير جنس البشر ، وملف ترشيح طنجة لاحتضان المعرض الدولي وكانت أيضا تلك الأموال الطائلة التي صرفت من أجله كفيلة بإيجاد فرص شغل تنقذ الكثير من شباب المدينة وغيرها من جحيم العبور نحو ضفة الأحلام على متن قوارب الموت التي تختطف كل يوم شاب من شبابنا ،ولا من يذرف عليهم دمعة ولا من يحرك ساكنا وكأنهم لاشيء ، وملف الشركات الأخطبوطية التي تلتف حول أعناق الشعب و تمتص دمائهم وعرقهم ، والأرباح المهولة التي تدخل جيوبهم بلا حسيب ولا رقيب لا يصل منها للشعب إلا النزر القليل و قد لا يصل شيء ، وتلك الأرباح كانت كفيلة بإخراج العديد من شبابنا العاطل عن العمل ومن ذوي الكفاءات العالية من جحيم الرصيف و هراوة المخزن الظالمة ... وهناك الكثير من الملفات التي لا يسعنا المجال لفتحها والتي تكشف هدرا صارخا لمال الشعب و خيراته والتي كانت كفيلة بتوفير فرص شغل وإنعاش الاقتصاد المتهاوي بتهاوي أهم عصبه ألا وهو التعليم حيث جاء تقرير البنك الدولي ليؤكد ما بحت به حناجر الغيورين على الوطن منذ زمن ، التقرير الذي يقع في 395 صفحة بعنوان شوط لم يقطع بعد حول التعليم في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا يرى يرى أن إصلاح التعليم أولوية لتحقيق الانطلاق الاقتصادي وتخفيض البطالة في منطقة تحتاج إلى إيجاد مائة مليون فرصة عمل خلال السنوات العشر أو الـ15 القادمة.التقرير يلتقي مع تقارير أخرى أصدرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واليونيسكو. والنتيجة هي أن التعليم متدهور بشكل لا يساهم في النمو وزيادة الإنتاجية، وهكذا تشارف البطالة على 15% وهو المستوى الأعلى بين الدول السائرة في طريق النمو.وتأتي في المرتبة الأولى الأردن والكويت اللذان يملكان أحسن نظام تعليمي، وفي الأخيرة العراق واليمن وجيبوتي والمغرب. وهذا الأخير لا يعرف 40% من مواطنيه ممن هم فوق سن الخامسة عشر القراءة والكتابة.إدراج المغرب في مؤخرة الترتيب لافت للنظر لكنه ليس مفاجئا، حيث يخصص هذا البلد 26% من ميزانيته للتعليم، لكن أغلب الأطفال المغاربة وإن واصلوا تعليمهم الابتدائي حتى الحادية عشرة فـ13% منهم فقط يجتازون المرحلة الثانوية، وربعهم ينهي المرحلة الابتدائية وهو لم يحصل على المستوى المطلوب من المطالعة والكتابة والحساب، في بلد 60% من مدارسه الريفية تفتقد إلى الكهرباء و80% منها إلى المراحيض.

بقلم أبو اروى الصامت بتاريخ 2/07/2008 01:09:00 م

المصدر: http://abdofati.blogspot.com/2008/02/blog-post_07.html